الصادق شعبان يكتب عن اصلاح التعليم

اصلاح التعليم الان …
جرت احداث متفرقة في الاونة الاخيرة تدعونا الى الاسراع باصلاح التعليم … تدهور اللغات … تدهور الكفايات … ترتيب في ذيل القائمات الدولية … اضرابات عشوائية … 
كانت هناك اصلاحات متفرقة … متبعثرة … و اصلاح الاصلاحات … و ضاع التلميذ و المعلم و الولي … و ضاع المشغل … و نعرف ان اصلاح التعليم يهم اجيال و يكون على المدى الطويل … و الخطر فيه التذبذب … و غياب الرؤية …
اليوم كل العالم ينساق في معايير تتوحد … علينا ان نتبعه و نسير معه … لا نعتقد اننا سوف نخلق العجلة من جديد …
اصلاح التعليم هو ام الإصلاحات… لان المدرسة هي مصنع المجتمع و مستقبل الاقتصاد و محدد مصير الامة … 
و التعليم هو حقا القطاع الاستراتيجي بالمعنى الأمني للكلمة … 
فالتعليم هو وحدة البلاد ، و هو  وطنية التونسيين ، و هو الكرامة الوطنية …
و التعليم هو تنافسية الاقتصاد ،  و الاداة لاكتشاف المواهب ،
و التعليم هو الامل في نفوس الاطفال  ،  و هو المصعد الاجتماعي ، و هو الطبقة الوسطى  …
التعليم هو الاستقرار، و هو الحرية المسؤولة ، و هو الديمقراطية الحقيقية …
 بالتعليم فقط نحقق حلم الاجداد في بناء أمة تونسية تنافس الأمم الكبرى …
رجال الإصلاح منذ قرن و نصف راهنوا على التعليم … دولة الاستقلال منذ ستين سنة راهنت على التعليم و خصصت نصف الميزانية لتربية الأطفال و ضمان صحتهم  … 
اليوم لا مستقبل لتونس دون تعليم جيد … 
لذا يجب ان يكون التعليم في مقدمة الإصلاحات… الان 
كلنا نعرف ان التعليم في انحدار … و المدرسة العمومية تتأخر… و المدرسة الخاصة ليست في متناول الأطفال… و في تعدد المدارس الأجنبية خطر يجب ان يطوق …  
المستويات متدنية بصورة مخيفة و ليس هناك حاجة الى  دواء او مسكن و انما هناك حاجة الى جراحة قد تكون  مؤلمة …
ما يجب الانتباه إليه هو ان  التعليم قطاع يحتاج الى مواكبة دائمة لا اى إصلاحات ظرفية …
كما يجب الانتباه الى ان التعليم من اهتمام كبار دول العالم و فيه توجهات كبرى مستقرة نحتاج إلى معرفتها و إلى تبنيها…
اصلاح التعليم سهل من حيث ما يجب فعله ، فالعالم كله متفق على هذا … و صعب من حيث كيف يجب التنفيذ ، و ايجاد المال و تدريب المعلمين و التصدي للعقليات الرافضة …  
التعليم اكثر القطاعات حاجة الى المقارنات و التموقعات و المواكبات و الى تجديد المضامين و تدريب المعلمين و الترابط مع حاجات السوق في عالم مفتوح شديد التنافس و التغيرات …
المجلس الاعلى الذي ورد في الدستور هو مجلس هام … لكن يحب الا يكون على شاكلة المجالس السابقة  … عليه ان تكون له إدارة قارة  تواكب المستجدات في الداخل و الخارج  و تجمع المعطيات …
 و عليه ان يستعين بكفاءات تستشرف و تقارن …
كما يجب ان يتمتع  بصلاحيات واسعة لوضع الثوابت و تحقيق الحد الادنى من الاستقرار رغم تغير الوزراء و تعدد الهياكل  …
الدينار الذي ينفق في التعليم هو استثمار لا مثيل له على كل المستويات الاقتصادية و السياسية و الثقافية  … و كلفة التعليم  لا تساوي شيئا امام كلفة الجهل … و ها نحن نلمس كلفة الجهل اليوم …
لذا ، اصلاح التعليم لا ينتظر … و كل الإمكانيات يجب أن توضع الان ، و الكلمة الاخيرة للكفاءات ، دون تغول الاحزاب أو النقابات   …
الاصلاح عاجل جدا … كل سنة تأخير لها كلفة باهضة …
 

المصدر
Inconnu
المقالة السابقةرئيسة الحكومة نجلاء بودن تؤدي زيارة تتواصل 03 ايام الى فرنسا
المقالة القادمةأعوان تونس الجوية: إتفاق علي الترفيع في منحة العودة المدرسية