أظهرت بيانات إحصائية روسية صدرت بداية الاسبوع، أن محصول الحبوب في 2023 يقدر بنحو 142.6 مليون طن مشكلا بذلك ثاني أكبر محصول في تاريخ البلاد. ويمكن هذه الامر، وفقا للمسؤولين الروس ليس فقط من تزويد السوق المحلية وإنما أيضا من إرسال كميات كبيرة من الحبوب إلى الشركاء الأجانب. ومع أن الصين هي أكبر منتج للقمح في العالم، فإن روسيا عادة ما تكون أكبر مصدر لهذا المنتوج. ولكن مسؤولون روس أشاروا الى ان إجمالي الصادرات الزراعية زاد على 45 مليار دولار في عام 2023، وهو رقم قياسي.
وتراهن روسيا، بشكل واضح، على دعم علاقاتها بالخصوص في مجال المبادلات الزراعية مع بلدان شمال إفريقيا والشرق الأوسط التي تعتمد على توريد الحبوب بكميات مهمة في سياق تراجع الإنتاج في هذه البلدان تحت تأثير الجفاف المتواصل منذ سنوات.
وفي هذا السياق، بينت المعطيات الإحصائية الروسية ان تونس قد استوردت من هذا البلد 412 ألف طن من الحبوب، خلال موسم 2023/2023 أي طيلة الفترة الممتدة بين شهري جويلية وديسمبر من السنة الحالية مرتفعة بنحو 48 بالمائة عن الموسم السابق حيث وردت تونس من روسيا 278 ألف طن من الحبوب. كما فاقت واردات تونس من الحبوب الروسية خلال النصف الثاني من هذا العام قيمتها القياسية المسجلة في موسم 2017/2018 والبالغة 365 ألف طن وذلك وفقا للبيانات الإحصائية. وناهزت حصة توريد القمح اللين حوالي 66 بالمائة من اجمالي الواردات في حين يتعلق باقي التوريد بالقمح الصلب.
وللإشارة، فإن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، كان قد أكد الخميس 21 ديسمبر الجاري، خلال زيارة عمل اداها للبلاد أن روسيا مستعدة لتسليم كميات إضافية من الحبوب قائلا: “ثمة اهتمام بزيادة كميات حبوبنا. نحن مستعدون للقيام بذلك”، وذكّر لافروف، الذي أشار إلى أنه ناقش الأمر مع رئيس الدولة قيس سعيد، أن روسيا استفادت للعام الثاني أو الثالث على التوالي من محاصيل جيدة.
وصرّح لافروف، بعد لقائه بوزير الخارجية نبيل عمار، بالاتفاق على تطوير التعاون في كل المجالات مبينا ان ذلك يخص مجالات واعدة مثل الزراعة والطاقة خصوصا النووية والتكنولوجيات الحديثة. وفي بيان، ذكرت رئاسة الجمهورية أن “رئيس الجمهورية أبرز أهمية العلاقات التاريخية التي تجمع تونس بروسيا”، مؤكدا “حرص تونس على مزيد من تدعيم روابط الصداقة المتينة والتعاون المثمر القائمة بين البلدين، لا سيّما في قطاعات الفلاحة والحبوب والطاقة والسياحة والتعاون الثقافي والعلمي والتبادل الطلابي”.