ينتظر أن يسجل معدل البطالة في الشرق الأوسط ارتفاعا طفيفا في 2024، غير أن ذلك المعدل لا يخفي وضعية الشباب الذين لا يحظون بفرص عمل ولا يتابعون تكوينا فنياً ولا يدرسون. ورغم تسجيل معدل بطالة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في صفوف الشباب المتراوحة أعمارهم بين 14 و25 عاماً، أقل من المستوى الذي بلغه قبل الأزمة الصحية، إلا أنه يصل، حسب تقرير صادر عن منظمة العمل الدولية أول أمس الاثنين 12 اوت 2024، إلى 24,4% في العام الماضي، وهو ما يمثل ضعف المتوسط العالمي الذي بلغ 13%
وتتفاقم هذه الوضعية بين النساء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تصل نسبة المقصيات من منظومتي التعليم والتشغيل إلى 44.2%، ما يستدعي، حسب المنظمة، تبني سياسات لإدماج النساء في التعليم وسوق العمل.
ويكشف تقرير المنظمة حول البطالة في العالم، أنه في العام الماضي، كانت نسبة تشغيل الشباب في حدود 18.4% قياساً بعدد السكان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، هي الأضعف مقارنة بجميع مناطق العالم، ما يدل على الصعوبات الكبيرة التي يجدها شباب المنطقة في الحصول على فرص عمل كريم.
ولا تدل بيانات البطالة المتوقعة على تحسن وضعية الشباب، حيث ينتظر أن تصل إلى 24.5% في العام الحالي، وهو ما ترده المنظمة جزئياً إلى تراجع طفيف لإنتاج النفط والنزاعات، وهو معدل يرتقب أن ينخفض إلى 24.2% في 2025.
وتذهب المنظمة إلى أن عدم الاستقرار والنزاعات لها تأثير كبير على الشباب في المنطقة، مسجلة أن نحو عشرة ملايين شاب كانوا يعيشون بالقرب من مناطق نزاع في المنطقة عام 2022. وتلاحظ أن حصة الشباب الذين يزاولون عملاً مأجوراً ارتفعت في العقدين الأخيرين، حيث مثلوا ثلثي فرص العمل لدى الشباب عام 2022، غير أنها تسجل أن أغلبية الشباب الذين يمارسون عملاً مأجوراً ينشطون في القطاع غير الرسمي.
وتشدد على أن التحول الهيكلي، الذي عرفته المنطقة في العقدين الأخيرين، انصب على الخدمات التقليدية مثل التجارة والنقل والإيواء، أكثر مما هي خدمات حديثة وذات إنتاجية كبيرة. وتتوقع أن تشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمعية منطقة أفريقيا جنوب الصحراء، ارتفاعاً في عدد السكان القادرين على العمل بين 2023 و2050، ما يرفع الضغط في سوق العمل.
غير أن بيانات البطالة لا تخفي وضعية الشباب الذين لا يمارسون عملاً ولا يتابعون تدريباً فنياً ولا يدرسون في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتمثل وضعية هؤلاء الشباب الذين لا تتوافر لديهم خبرة مهنية ولا ينخرطون في برنامج دراسي هدراً لإمكانيات اقتصادية، بل إن تلك الوضعية تؤثر على أولئك الشباب الذين يصبح آفاق إدماجهم في سوق العمل أكثر صعوبة. ويوجد هؤلاء الشباب في وضعية “غير منخرط في التعليم أو التوظيف أو التدريب” (NEET) وهو تصنيف متعلق بالشباب المتراوحة أعمارهم بين 15 و24 عاماً، ممن لا ينتمون إلى فئة التلاميذ أو الطلبة أو المتدربين في التكوين المهني، حيث يجدون أنفسهم في وضعية بطالة أو عدم النشاط.
ويؤكد تقرير منظمة العمل الدولية أن 31.5% من الشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وجدوا في العام الماضي، خارج نطاق منظومة التعليم والتكوين وسوق العمل ما يؤشر على الهشاشة الاقتصادية والاجتماعية التي تعلق فيها تلك الفئة. ويمثل الشباب الذين لا تتوفر لهم فرص عمل ولا يتابعون تدريباً فنياً ولا يدرسون في المغرب نحو 25.2% حسب المندوبية السامية للتخطيط، ويشكلون، حسب البنك الدولي، 19.2% في السعودية و32.8% في الأردن و36.9% في العراق و28.7% في مصر و10.7% في الإمارات.