أقلام الشروق

الكورونا والأسئلة الحارقة

شهر آخر؟ اثنان؟ ستة؟ لا احد بإمكانه   المجازفة بتحديد تاريخ خروجنا من نفق أزمة الكورونا المظلم. فحتّى بصيص الضوء الذي تراءى لنا لحظةً عبر تباطؤ مُنحنى الإصابات و الوفيات اصبح اليوم مهددا بالتلاشي بسبب عودة   و استفحال سلوكيات اللامبالاة و التهور  و عدم الانضباط لمواطنينا. الأكيد ان نهاية الجائحة لن تكون غدا ولا بعد غد.و في انتظار ذلك وجب مواصلة و دعم التضامن و التنجنّد  لمجابهة هذه الكارثة، سلاحنا الانجع في ذلك الالتزام بقواعد التوقي من حجر صحي و تباعد اجتماعي و لبس القناع و تنظيف الأيدي.

رأي: كورونا.. الهامش الذي أحرج الدولة 

لم ينقطع الشباب يوما عن التجمّع وشرب الخمر في تلك الأرض الفلاحية الممتدة التي تصل الى حدود شرفة منزلي. كنت ارقبهم وهم يلوحون بأيديهم بين أشجار الزيتون محاولين الرقص على هديل طائرة الهليكوبتر التي تحوم فوق رؤوسهم في رحلات الاستطلاع اليومي لضبط صرامة تطبيق الحجر الصحي الشامل منذ إقراره في 22 مارس المنقضي.

بطاقة: كورونا: لامجال لمزيد الإرتعاش والأخطاء

لئن تظلّ الأرقام رحيمة في بلادنا بخصوص انتشار فيروس كورونا وعدد الإصابات والموتى، فإنّنا نظلّ أمام حتميّة وضع كلّ الإحتمالات للفترة القادمة في ظلّ ما شهدته البلاد وما تزال من خرق كارثيّ للحجر الصّحيّ وتردّد السّلطات المعنيّة في تطبيق القانون بالصّرامة المطلوبة. ذلك أنّ فئات كثيرة من مجتمعنا ما تزال غير واعية بخطورة الوضع وبما يمكن أن تعرفه من انحدار إلى الأسوإ، مثلما ذكر وزير الدّاخليّة الذي عرّج على سيناريو مأساويّ باحتمال عدم قدرة مؤسّساتنا الصّحيّة على احتواء المصابين لعلاجهم وتركهم يموتون على أعتاب المستشفيات.

علينا إنقاذ المؤسسات الصغري والمتوسطة والطبقات الهشة لتفادي الصدام ثورة الجياع وانفجار البطالة

في الظروف الحالية ، تنشأ مسألة الضرر الاقتصادي الناجم عن الانتشار السريع والمقلق للفيروس التاجي. ومع انتشار الوباء الذي يتزايد كل يوم، من الواضح أن الهياكل الاقتصادية الصغيرة في بلدنا ستكون الأكثر تأثراً وتجد نفسها اليوم تواجه شللًا اقتصاديًا يمكن أن يكون مميتًا لبعض الشركات وكذلك بعض المجموعات الكبيرة التي تشغل الكثير من العمال 

وجهة نظر: عندما يكون “الوعي” بالفقر أقوى من “الوعي” بالصحة

"لو كان الفقر رجلا لقتلته" عبارة كان قد قاله الإمام علي بن أبي طالب وبقطع النظر عن سياقها وعن إطارها المكاني والزماني فإنها تنسحب على كل الأزمنة بل هي وصفة نفسية لما يشعر به الفقير أمام الحالة الخصاصة والحرمان التي وضعته الأقدار فيها سوى كان هو السبب المباشر أم هناك عوامل أخرى، ولا يختلف إثنان على نبذ الفقر وتداعياته النفسية والمادية على الإنسان ولعل هذا الشعور المقيت جعل العالم حلبة الصراع العيش فيها للأقوى ، رغم أنه لا مبرر لما يضر النفس ولا الإنسانية من أجل كسب القوت ، ومانعيشه في تونس من إفرازات للفقركلما هزت البلاد أزمة ،ولعل أخطرها  أزمة فيروس كورنا والتي عرّت الواقع الإجتماعي بتفاصيل

لنفتح آفاقا جديدة

لم تنفك أزمة الكورونا تُخرج الأفضل والاسوأ من الإنسان، فردا كان ام مجموعة، دون تمييز لمستوى التطور المفترض او اختلاف الثقافة او النظام السياسي. رأينا دولا "راقية" تتحول الى قطّاع طرق لتختطف شحنة  كمّامات كانت في طريقها لدول غيرها. و شاهدنا دولا تركت دولا أخرى تغرق في هاوية الوباء و مواطنوها يموتون بالآلاف فلم تمد لها يد العون  والمساعدة ولم تفتح لها أبواب مستشفياتها رغم ما يجمع بينها من تقاليد الجيرة ومقتضيات الاتحاد.

بطاقة: الفخفاخ وساعة الجرأة والحزم

انتهت المعركة الهزليّة المضحكة المبكية بين البرلمان ورئيس الحكومة الذي خرج شبه منتصر، حاملا في جرابه تفويضا تولّى نوّاب الشّعب "ترييشه" إلى أقصى حدّ. لكن ورغم كلّ المحاولات لإضعاف هذا التّفويض الذي سيمتدّ خلال شهرين، فإنّ إلياس الفخفاخ بلغ مبتغاه ليأخذ بزمام الأمور ويشرع في تدارك ما فات واتّخاذ إجراءات جديدة من شأنها أن تعزّز وسائل مقاومة الفيروس الخبيث.

هل من بديل للحجر الصحي الشامل طويل الامد؟

احاول  الاجابة عن سؤال يطرحه الكثيرون حول ما إذا كانت هناك بدائل  أقل كلفة من الحجر الصحي الشامل لفترة طويلة.  وإثراء للنقاش العام حول هذا الموضوع الهام  أود إبداء بعض الملاحظات و التذكير بأهم المقترحات الواردة بالمقال سالف الذكر: 1- بخصوص الحلول المعتمدة عالميا للتوقي من وباء فيروس كورونا المستجد

الكورونا والحريّة والطبيعة

  على الذين يلتزمون بالحجر الصحي وهم،و الحمد لله، الأغلبية الغالبة من مواطنينا، تُطرح مسألة الحرية. حرية الخروج للتمتع بدفء الشمس،حرية  التجوال او التسكع في شوارع المدينة، حرية الالتقاء بالأصدقاء لمتعة الدردشة،حرية كل الأشياءالعادية البسيطة اليومية التي لم تعد مباحة.و تزيد من ضغط الحاجة الى هذه الحرية نداءات الربيع المغريّة بعصافيره المنشدة، و أشجاره المخضرّة المورقة، و  أزهاره المفتّحة الزاهية.

بطاقة: على مشارف أسبوع الحسم

رغم أنّ أزمة فيروس كورونا جاءت لتهدّد وجود وحياة البشر أينما كان، فإنّها سمحت، بشكل غير مسبوق، بفضح تصرّفات الأفراد والجماعات والدّول وخاصّة منها تلك التي تتبجّح بالدّفاع المستميت عن حقوق الإنسان والتي تدّعي الإلتزام بالعدالة والتّضامن مع ضعاف الحال.

أخبار